سمير حسن-عدن
أحد أفراد الحركة الانفصالية يقوم بعمل شرطة المرور في المنصورة (الجزيرة نت)
نفذت مدرعات تابعة لقوات الجيش اليمني في محافظة عدن أمس عمليات ملاحقة ومطاردة في بلدة المنصورة لمجاميع من الشباب يرتدون بزة رجال شرطة المرور التي كان يرتديها رجل المرور في المحافظات الجنوبية قبل تحقيق الوحدة اليمنية.
وقال ناشطون بعدن إن قرابة 15 شابا شوهدوا يرتدون زي شرطة المرور أيام التشطير وهم يقومون بترتيب تحركات السيارات في الأسواق المزدحمة بجوار دوار كالتكس ببلدة المنصورة قبل أن تداهمهم مصفحات الجيش ويلوذوا بالفرار.
من الاستعراض العسكري لحركة شباب 16 فبراير بالمنصورة (الجزيرة نت)
وكانت حركة شباب 16 فبراير -أحد فصائل الحركة الانفصالية- قد أعلنت الاثنين الماضي في بلدة المنصورة الواقعة وسط مدينة عدن والتي تعد أحد أبرز معاقل الحراك الجنوبي، عن إشهار حركة شرطة المرور للتذكير بالدولة الجنوبية.
وشوهد شباب من أنصار الحراك الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله أمس الأول يقومون باستعراضات عسكرية لشرطة المرور في ساحة الشهداء ببلدة المنصورة وهم يرتدون بزة كان يرتديها رجال المرور قبل الوحدة في الجنوب.
تخفيف الزحام
وقال الناشط في حركة شباب 16 فبراير والقيادي في الحراك الجنوبي أديب العيسي، إن الهدف من إعلان تشكيل هذه الشرطة المرورية هو تخفيف الازدحام الموجود في أسواق المدينة، مشيرا إلى أن هذه الشرطة المرورية هي سلمية.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "هناك استفزازات نتعرض لها من المدرعات والطواقم العسكرية ونحن نؤكد أن الثورة الجنوبية التحررية ستظل سلمية حتى تحقق هدفها الرئيسي باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة".
فصيل في الحراك بعدن أعلن عن إشهار حركة شرطة المرور للتذكير بالدولة الجنوبية
(الجزيرة نت)
وقال العيسي "هناك إحجام للمجتمع الدولي ومجلس التعاون الخليجي عن الاستجابة لمطالب الجنوبيين في إيجاد تسوية سياسية على أساس دولتين شمال وجنوب وليس على أساس سلطة ومعارضة".
وأضاف "في ظل هذا الإحجام من حق الشعب الجنوبي أن يستخدم ما يراه مناسبا لانتزاع حريته من هذا الاحتلال في شتى النواحي الاقتصادية والخدماتية والعسكرية والإنسانية".
حالة فردية
وتعليقاً على ذلك قلل نائب مدير أمن محافظة عدن العميد الركن نجيب المغلس من أهمية هذا الأمر.
وأشار إلى أن اللجنة الأمنية والسلطة المحلية وقيادة الجيش قد أعدوا خطة أمنية لحفظ الأمن والاستقرار بالمحافظة خلال شهر رمضان المبارك.
وقال في حديث للجزيرة نت، إن ما حدث ليس ظاهرة كما يصوره البعض وإنما هي حالة فردية محدودة ظهرت في دوار كالتكس فقط لوجود تقصير من جانب المرور وقد تم معالجة هذا الأمر بإنزال المرور بكثافة هناك.
وأضاف "نحن نرحب بأن يكون معنا أنصار للشرطة والمرور بشرط أن يكونوا بالزي الرسمي وفي إطار السلطة المحلية الموجودة وبالتنسيق معها".
وأشار مغلس إلى أن هناك خطة أمنية شاملة يجري تطبيقها في هذه الأثناء على جميع بلدات محافظة عدن لتفعيل الوحدات الإدارية والخدمية للشرطة بما فيها المرور بهدف تعزيز حالة الأمن والاستقرار خلال شهر رمضان.
فرقعة إعلامية
من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي في عدن فؤاد مسعد أن الظهور المحدود لهذه الشرطة المرورية في منطقة يتواجد فيها أنصار الحراك وعدم حرص أصحابها على التواجد خارجها يوحي بأن الهدف من هذا الأمر مجرد استعراض وإثارة إعلامية لا أكثر.
وقال في حديث للجزيرة نت إن هذه اللفتة المرتبطة بمنازعة الجهات المختصة في هذا الجهد من قبل أنصار الحراك لن تحقق سوى الفرقعة الإعلامية بعيدا عن تحقيق مصلحة ملموسة وذات أثر إيجابي.
وأضاف "مدينة عدن في الغالب لا تعاني ازدحاما مروريا كما هو حاصل في غيرها من المدن بفعل التخطيط المتميز في شوارعها الواسعة ووعي مواطنيها والتزامهم بالنظام العام، ما يجعلها في غنى عن مثل هذه الجهود".